كيف ينتهي الحلم الوردي ؟
ــ من طبيعة الشعب الغربي ، أن يكون للفرد صديق وحبيب وأخ وزميل ...
على تفاوت مستوى العلاقات حسب الأفراد .
* شدّ إنتباهي أن الفتاة تستطيع أن يكون لها صديق في إطار علاقة شخصية تكون أمام حبيبها دون إعتراض من هذا الأخير .
ــ بداية قصتنا كانت في حفل عائلي تحضره فتيات كتيرات من جيران وأصدقاء والأقارب وأيضا حبيبتي ، وشخص أخر وهي فتاة فرنسية صديقة وزميلة الدراسة ، كان هناك ود يجمعنا فأخد خضم الحفل مكانه وحلاوة الكلام تجعل (ماريا) تميل عليّ بشكل يخرق بعضا من قوانين علاقتي بحبيبتي هذا بالإضافة إلى ما تلبسه من رداء لا يعطيني الحق في النظر إليها حتّى ، فنبهتها للأمر وقلت : هل تعرفين تلك الفتاة هناك؟ أظن أنني سأخسرها إن إستمر الوضع على ما هو عليه ، فقالت : أنت تعلم أنني أتصرف بعفوية وأنا أعزك كصديق وليس في نيتي أي شيء أخر فرديت عليها : أنا أعلم كل هذا وقد تعلم هي أيضا ذلك ومع هذا تبقى تصرفاتنا غير مقبولة ، فقالت : دعني أكلمها إذا وأخد إذنا منها بأن أضمك بشكل ودي فأنا لا أستطيع إمساك عفويتي عن من أعزهم . قلت لها هناك أمور لا تحتاج إلى نقاش كهذا الموضوع فهو مسلَّم به ، ثم أخدتها من يدها وجلسنا على جنب وبدأت أحكي لها عن الحلم الوردي : هل تقبلين أن تعيشين حلما ورديا ؟ فردت عليا : نعم.
فبدأت أحكي لها قصة من عالم وردي وأولجتها فيها .
ــ تخيلي أن تجدي فارس أحلامك شاب لا يعرف سواك ، من وسط هذا العالم يأتيك فيسكن إليك في قلبك ويحبك أيضا بجنون ، يبقى معاك طوال الوقت وتعيشان في عالم وردي من الأحلام وحدكما بحب وإخلاص حتى تشعران أنكما شخص واحد . هل ستقبلين أن يحاور غيرك؟
قالت مضطرة . هذا يعني أن هناك شيء ما بداخلك غير راضٍ عن هذا وسيتضايق قالت : نعم .
ــ هنا الفرق بيننا نحن صرحاء في هذا ، ما لانريده نقوله بشكل واضح هكذا يكون الحب وهكذا يكون الوضع متكاملا ، وهكذا نصل إلى الحب الوردي الذي لا يتوافق مع الحواجز بين الحبيبين .
هذا يحدث عندما يصبح الطرف الأخر ملكا لك وجزءا منك. فقالت : هذا جميل لكن من سيرضى أن يكون ملكا لأحد ؟ قلت لها من يحب فقط يستطيع ذلك . الإمتلاك في الموضوع لايعني السيطرة أو الديكتاتورية بل يعني الحب الشديد فأنا كلما أحببتك بقيت أكتر إصرارا على أن تكوني لي وحدي ولا يشاركني فيك أحد . هنا تكلمت (ماريا) وقالت : أنا أحترمك وأؤيد كلامك وشعوركما وسوف أحاول قدرالإمكان أن أكون شخصا خفيف الظل عليكما . لكن لي سؤال .لما لا تتدخل حبيبتك بيننا الأن ؟ وتثبت وجودها أو تطردني عنك . فقلت : لأنها تثق بي وأيضا تنتظر أن أنصرها عليك حتى تزداد عزة بنفسها وبي وبحبنا ، فقالت وقد نجحت في ذلك .
ــ إستفسرت في الأخير قائلة : أنتما تعيشان داخل الحلم الوردي لما تسميانه بذلك؟
ــ لأنه حلم وقد قارب أن يكون حقيقة بيننا لكن يبقى حلم لأنها في الواقع لن تمانع أن تكون لي صديقة أو شخص يشاركني شيء ما ، ومع ذلك نبقى معا ونكون أحباب وعشاق وقد يحكي عن علاقتنا الكتير ، على أنها مثالية . لكن نكون قد إستيقظنا من الحلم الوردي .
ــ لا نستطيع حصر عدد مسامات الشخص الذي نحبه لكن عندما تصل علاقتنا به حد الحلم الوردي نشعر أننا نتنفس من خلالها ، وأن هذا الحبيب شخص خلق وتكون حسب مقاييس تمت لنا بكل الصلة . فيحصل الترابط بشكل مفرط وإندماج كامل بين العقل والروح والجسد .ويكون بمثابة الإنتهاك والإغتصاب أن يكون مع غيرك . وهناك حالات حيث أن بعض الزوجات لا يتزوجن بعد وفاة أزواجهن وأيضا رجال لا يتزوجون بعد وفاة زيجاتهم كونهم يشعرون أنهم مازالوا معهم ولا يستطعون التغاظي عن شعورهم بلمسات الحبيب عليهم ولمس الغريب يكون بمثابة الإغتصاب على نفسيتهم فإما أن يسيطر عليهم الحلم الوردي ويعيشونه حقيقة أو يرضون الإغتصاب ويسلمون له ويقتلون بذلك الحلم الوردي.