حذر خبراء ومختصون في مجالات الصحة والبيئة والمعايير القياسية من آثار استعمال الأكياس البلاستيكية في المخابز ومحال البقالة العامة في ليبيا.وأكد رئيس لجنة معالجة المشكلة ورئيس المركز الوطني للمعايير القياسية بمدينة بنغازي حمزة الشريف للجزيرة نت -على هامش اجتماع اللجنة أمس- أن المواد المستخدمة في مادة تغليف الأكياس مسرطنة، ويؤدي تراكمها في جسم الإنسان بعد فترة من الزمن إلى الطفرة السرطانية.
وقد تم توثيق هذه المعلومات وفق مرجعيات علمية، وإبلاغ كافة الجهات والمراكز البحثية بها على حد قول المسؤول.
وأضاف الشريف أن مشكلة الأكياس نتيجة المواصفات بالدرجة الأولى حيث لا يقل سمك الكيس الأصلي وفق المعايير الأصلية عن سبعة ميكروم، بينما الأكياس المتداولة في السوق واحد ميكروم بسبب سوء التصنيع، وعلى هذا يمنح مجانا، ولدرجة تجده يتطاير في الهواء.
وأوضح الرجل أن تراكم الكيس قد يصل إلى ألف عام في البيئة كونه مركب غير عضوي، ولا يتحلل كغيره من المركبات الأخرى.
كارثة
ووصف المسؤول الليبي الوضع "بالكارثي" في ظل عدم جدية الدولة لمواجهة المشكلة القائمة، مشيرا إلى أن الزوار الأجانب والوفود الرسمية لفتت نظرهم ظاهرة الأكياس.
في ذات الشأن، قال رئيس قسم البئية بمراقبة الإسكان والمرافق في بنغازي جلال أطوير إن الأضرار جراء انتشار الأكياس كبيرة سواء للكائنات الدقيقة أو الفطريات، إضافة إلى دورها في انسداد مسامات التربة.
وأوضح أطوير للجزيرة نت أن المشكلة أدت إلى نفوق أعداد كبيرة من الكائنات البحرية خاصة السلاحف، وأمتد التأثير إلى الحيوانات منها الأبقار والأغنام والماعز، وشبكات الصرف الصحي والمجاري، فضلا عن تشويه المنظر الجمالي للمدينة.
بدوره أعرب مدير مكتب التوعية والتثقيف الصحي في بنغازي أحمد العوامي في حديث للجزيرة نت عن أسفه على نقل الخبز والأطعمة الساخنة في أكياس البلاستيك التي لها أثر سلبي حسب تعبيره، وقد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة أبرزها الإصابة بالسرطان.
اهتمامات أخرى
في المقابل شدد العقيد سعد بن حميد من الحرس البلدي في بنغازي على إيجاد آلية خاصة لمواجهة تفاقم مشكلة الأكياس.
وقال للجزيرة نت إن هناك أولويات للحرس البلدي من بينها غلاء الأسعار وغيرها من الموضوعات الأخرى في إشارة واضحة إلى أن المشكلة في ذيل قائمة اهتمامات الحرس البلدي.
وتابع قائلا "اشتغلنا على مواجهة مشكلة الأكياس قبل فترة، وفي الوقت الحالي هناك خطوات في هذا الشأن".
وتحاول لجنة الخبراء منع استعمال الأكياس البلاستيكية في المخابز في هذه الفترة، كما ينصح الخبراء باستعمال البدائل المناسبة المصنوعة من الورق والقماش والسعف.
صناعة الأكياس
ويوصي تقرير رسمي استندت إليه اللجنة في عملها صادر عن المركز الدولي لبحوث اللدائن التابع للهئية القومية للبحث العلمي بضرورة تقيد القائمين على صناعة الأكياس البلاستيكية بالمواصفات العالمية، أو استحداث مواصفات محلية تتلاءم مع طبيعة البيئة في ليبيا، مع منع استخدام الأكياس المتداولة حاليا في السوق المحلي كسطح ملامس مباشر للأغذية الساخنة والمأكولات بصفة عامة.
ويوجد في مدينة بنغازي الواقعة على بعد ألف كلم شرق العاصمة طرابلس نحو 26 مصنعا لإنتاج أكياس البلاستيك.
وتشترط المادة رقم (
من القانون الصحي رقم (106) لسنة 1973 استيفاء تداول الأغذية وأدوات صناعتها، وأوعية حفظها وتغليفها للاشتراطات الصحية المقررة، وأن تكون خالية من المواد الضارة بالصحة العامة.